الحُب الزائف
كتب إليها يقول :
وكان
أن التقينا في يوم من الأيام في تاريخٍ لم يعد يهمني تذكره...وفي ساعة
أنذرت ببدء مسيرتي وإياكِ ،مسيرة من الشقاء والتشرد ،مموهة بلحظات الإثارة
التي عشناها سوية تلك التي خلتها مطلق السعادة ..
وليس
عجباً إذ ذرفت عيناي دموعاً غزيرةً حين التقيتُ بكِ للمرة الأولى ،فلقد
بدا العالم لي إذ ذاك مبهماً مجهولاً كمزيجٍ من الخوف والخيال ...!
وتشابكت
أيدينا ،وسرنا على كل الطرقات ،وعرجنا على حلو الأوقات وعلقمها ..وتوالت
الأيام وحبك لم يزل يتعاظم في قلبي ومخيلتي كما الدوائر التي تحدثها حصاة
صغيرة في بحيرة راكدة .
وما لبث أن تحول عشقي لك إلى أمواج ، ،غاضبة ،هوجاء ،تهاجم من يقف في وجهي أويحاول اعتراض سبيلي إليك ِ...!
ولقد
بذلت في حبك العنيف كل سنوات عمري ،ذوبت فيه آهاتي ..شردتُ فيه ابتساماتي
وحنيني .وكم من مرة تجاهلت نداءات الآخرون من حولي ،تركتهم جميعاً في
طوفانهم وجئتُ إليكِ،حبواً عدواً لستُ أدري ؟؟؟ .
ولقد
أنكرت في عشقي لك كل المبادئ والمفاهيم ،وبات حبك يعصف بي كما الزهرة
الرقيقة في مهب الريح ،بيد أن حبك هذا هو الحب المعهود بين بني البشر
،فكيف لي أن لا أجتاح كل الدروب الممكنة إليك أيما اجتياح؟؟؟
ولقد سمعت القوم من حولي يهتفون:حبها شهي ومثير فانهل من طيبِ أقداحها الكثير ...!
ولم تزل وصية والدي تضج في أسماعي: هي غدارة وهوائية ومتقلبة فتريث يا ولدي إلى أن تظفر بحسنها ...!
وهمَست في أذني أخيلة الأمسيات: لقد أوقَعَتْ في حبها الكثير وأنت أحق بها من غيرك..!
فتدافع المتدافعون ،وتدافعت ...وتقارع المتقارعون ،فقارعت ...!
إلى أن كان يوم ،انقلبت فيه موازين العشق،أنكرتِ كل الحب الذي بذلته في سبيلك وأطحتِ بي أرضاً ،من ثم دفعتِ بي إلى هاوية الضياع ..!
فاكتشفتُ
في تلك الوديان السحيقة حقيقتك الآثمة ،فإليكِ عني إذ لم تعد كلماتك ورنين
ضحكاتك لتغريني ..بالأمس كنتِ تضحكين لي وهاأنتِ اليوم تضحكين مني....
فلتشهد لي الأشجار والسماء، والأزهار وشذاها، وفيض الدموع والمآقي، بأني مزقتُ صفحة حبكِ المهترئة من دفاتر اهتماماتي....!
إلى الدنيا !!!
موضوع: الحُب الزائف 
الأربعاء مارس 23, 2011 7:57 pm
